الرسالة التي بعث بها الحاكم ثيوذورس أنغلس كومنينس دوكاس الأوّل إلى البابا إنوقنطيوس الثالث مطالبًا بإعادة الكفن إليه * ثيوذورس أنغلس1، باسمه وباسم أخيه ميشال، سيّد إبيرس، يتمنّى طول العمر لإنوقنطيوس2، حبر روما القديمة وسيّدها.
في نيسان من السنة المنصرمة، إنطلق الصليبيّون لتحرير الأرض المقدّسة، وكانت نواياهم مزيّفة، إذ قاموا بسلب مدينة القسطنطينية. أثناء إغارتهم على المدينة، دخل جنود البندقية والإفرنج حتّى إلى الأماكن المقدّسة ونهبوها. لقسمة الغنائم، أخذ جنود البندقية كنوز الذهب والفضّة والعاج، في حين أخذ الإفرنج ذخائر القدّيسين، بما فيها الذخيرة الأكثر قداسة، أي الكتان الذي لُفّ به ربنا يسوع المسيح، بعد موته، وقبل قيامته. لقد عرفنا بأنّ هذه الأشياء موجودة في البندقية وفي فرنسا وفي أماكن أخرى حيث يعيش السالبون، بينما يُحفَظ الكفن المقدّس في أثينا.
بالنسبة لكثير من الذخائر، لا يجوز نقلها، لأنّها مقدّسة، فهذا يتنافى مع الحقّ الأنسانيّ والألهيّ. لكنّ برابرة هذه الأيّام، سلبوها باسم ربّنا يسوع المسيح، وبإسمك، ولو رغماً عنك. لا تسمح تعاليم مخلّصنا يسوع المسيح بسلب مقدّسات الآخرين.
فليحتفظ الغزاة بالذهب والفضّة، وليعيدوا إلينا ما هو مقدّس. لأجل هذا الأمر، يضع أخي وسيّدي كلّ ثقته في نفوذكم، لأنّه، بفضل قدرتكم، لا يمكن لعمليّة الاسترجاع أن تفشل. إنّ الشعب ينتظر منكم القيام بهذا الفعل، وهو كلّه ثقة بأنّكم ستتممونه. إنّ أخي وسيّدي ميشال ينتظر عدالة بطرس.
روما، في الأول من آب، العام 1205.
* نقله الى العربية، طوني إميل نصرالله عن النصّ الانكليزي المترجم عن النصّ اللاتيني بفضل ألسندرو بيانا.
كُتبت الرسالة باللغة اليونانية، وكانت محفوظة في مدينة نابولي- ايطاليا. دُمّرت الرسالة بسبب الغارات الجويّة على المدينة إبّان الحرب العالميّة الثانية. لكنّ الباحث الإيطالي بنديتو داكيستو، المتخصّص بالوثائق القديمة، كان سبق وقام بترجمتها إلى اللاتينيّة قبل بضع سنوات. عثر الأب بيتر رينالدي، مؤسّس رابطة الكفن الأميركية، على الترجمة اللاتينيّة، ونقلها إلى متحف الكفن في تورينو، وتمّ عرضها ومناقشتها في مؤتمر بولونيا – ايطاليا، العام 1981.
1 هو ثيوذورس أنغلس دوكاس كومنينس الأوّل، أحد أفراد أسرة كومنينس البيزنطية التي أنجبت 6 أباطرة. حكم تسالونيكي من العام 1224 حتّى العام 1230. توفّي في السجن العام 1252. 2 البابا إنّوقنطيوس الثالث هو بابا روماني من العام 1198 إلى العام 1216. في إصلاحه الكنسيّ، استعان بالقدّيس فرنسيس الأسيزي والقدّيس عبد الأحد. دعا إلى مجمع اللاتيران الرابع، العام 1215.