الصلاة معروفة منذ زمن بعيد. وردت في «كرّاس الحجّاج إلى القميص المقدّس» المطبوع بإذن من سيادة أسقف فرساي، والمنشور في دار ليل - باريس، العام 1894. نقلها إلى العربيّة: مروان يوسف أبو ديوان، عن النصّ الفرنسي الوارد في المرجع المذكور، والمرسل إلى صاحب هذا الموقع من المؤمنين في أرجانتوي، حيث القميص المقدّس معروضًا في بازيليك القدّيس ديونيسيوس.
ربّي وإلهي!
أنتَ يا مَن شفيت المرضى بكرم فضيلتك، يا مَن قَوّمت العرج، وأعدتَ البصر للعميان، والسمع للصمّ، والنطق للخرسان؛ أنتَ الذي شفيت الأمراض المستعصية عند الذي لامس قميصَك، أتوسّل إليك، راكعًا بتواضع أمام قميصك هذا، الذي توشّح فيه ناسوتك المقدّس، يحدوني الإيمان الحارّ، والحبّ الخالص، والثقة الكاملة بسلطانك الأبدي على الموت والحياة، لأضمّ صوتي إلى توسلات أختَيّ لعازر الحارّة، وقد أصابهما الهلع لحالة أخيهما، لمّا قالتا لك: «يا ربّ، إنّ الذي تحبّه مريض».
إرحمني، يا يسوع، بحسب عظيم رحمتك! أرمقني بنظرك الوالدي، و«إن شئتَ، فأنتَ قادر أن تشفيني».
إستجب طلباتي، واجعلني أفرح بفعل قدرتك الكاملة. أيّها الملك السيّد على الطبيعة، قلّ لي كما قلتَ للأبرص: «شئتُ فاطهر».
يا ربّ، أنا مدرك بأنّ الخطيئة هي مصدر كلّ العاهات الإنسانية. كيف إذًا أطلبُ شفاء جسدي، من دون أن أطلبَ متوسلاً شفاء أمراضي الروحيّة أيضًا؟
لذلك، يا يسوع، يا ابن داود، إجعلني أن أعيَ مقدار خطاياي مقابل طيبتك، ونكراني للجميل مقابل حبّك، وعدالتك ورحمتك.
يا أيّها الطبيبُ الطيّبُ القلب! إشفِ صممي فأصغيَ إليك، وأنقادَ إلى تعاليم إنجيلك. لا تسمح بأن أصمّ أذنيّ أمام إلهاماتك الإلهيّة، ولا أمام تأنيبات ضميري.
يا خالقي! فكَّ لساني المعقود بِخَرَس مُزمِن كي يُسبّحك، فيَعلوَ صوتي دفاعًا عن شريعتك المقدّسة، التي تُنتهك وتُهمّش ؛ إجعل كلامي واضحًا، فأحبطُ كوارثَ المعصية والكفر.
يا فاديّ! لقد شفيتَ امرأةً، كان ظهرها منحنيًا إلى الأرض منذ ثماني عشرة سنة. أنا مثلها، يا للأسف، متعبٌ من حالتي، انطوى ظهري حتّى الأرض، فلا أرى سوى مصالح العالم وثرواته، ولا أسعى إلاّ وراء ملذّات الأرض ورفاهيتها.
أنت أيّها «الراعي الصالح»، أنر عقلي، والمس قلبي، فأرفع، من الآن فصاعدًا، تأوهاتي لكَ وحدَكَ.
إمنحني أن أتأمل الإرثَ السماوي الموعود لمُختاريك، وأن أكتشفَ، منذ الآن، ذاك الموطن الأبدي الذي أريدُ الفوزَ به، مهما كان الثمن.
يا ربّي الرؤوف! إدعم جهودي الواهنة، وأعنّي في السير نحوك كي أَصِلَ إليك.
إخترني من بين الجموع المحيطة بك، ترأف واشف عِللَ جسدي هذا العائد الى الرماد والتراب. آه! أستحلفك أن تضيف إلى هذه الأعجوبة الأولى أعجوبة أخرى أكبر منها: أَنعِم عليّ بتوبةٍ صادقة، فتَطيبُ جراح نفسي العليلة، وتنهمرُ الدموع من عَينيَّ، وامنحني استعداد المُقعد في الإنجيل، لَمّا سمع كلماتك المُعزية: «ثق يا بُنيّ، غُفِرت لك خطاياك». آمين .