آذار 2016
يعتقد كثيرون بأنّ قميص الربّ يسوع المحفوظ بعناية في بازيليك القدّيس دوني S. Denis في مدينة أرجانتوي Argenteuil، القريبة من باريس، هو القميص الوارد ذكره في إنجيل يوحنا 19 : 23-24، وكان الربّ يسوع يلبسه أثناء آلامه إلى حين وصوله إلى الجلجلة حيث قام الجنود الرومان بالاقتراع عليه.
وصل القميص إلى فرنسا حوالى العام 800، أيّام الإمبراطور شارلمان الذي أودعه في أرجانتوي وما زال فيها. وفي هذا الموقع لمحة تاريخيّة عن هذا القميص.
جرت العادة في أن يُعرض القميص مرّة واحدة كلّ خمسين سنة. لكنّ راعي أبرشيّة بونتواز Pontoise، المطران ستانيسلاس لالان، ومدينة أرجانتوي تقع في نطاق أبرشيّته، قرّر إقامة عرض استثنائي للعموم في البازيليك، يبدأ في 25 آذار 2016 وينتهي في 10 نيسان 2016، معلّلاً قراره بالأسباب التالية:
1- الاحتفال بالسنة الخمسون على إنشاء أبرشيّة بونتواز.
2- الاحتفال بيوبيل الرحمة الذي أعلنه البابا فرنسيس، ودعوة الناس إلى المرور من الباب المقدّس في البازيليك، بعد أن تمّ افتتاحه في 13 كانون الأوّل 2015.
3- الاحتفال بالسنة المئة والخمسون على بناء بازيليك أرجانتوي.
خضع القميص لأبحاث علميّة عديدة أدّت إلى النتائج التالية:
1- إنّ القميص مصنوع من صوف الخروف، كما كانت العادة في القدم (دراسة العام 1893).
2- إنّ القميص غير مخيط، كما هو وارد في الإنجيل، ومصنوع بطريقة كانت شائعة في سوريا وشمال فلسطين (دراسة العام 1882 و 1892).
3- يوجد على القميص دم إنسان من فئة AB يتوافق مع فئة الدم الموجودة على كفن تورينو ومنديل أوفيادو (دراسة العام 1892 و 1932 و 1986).
4- يوجد على القميص بعض اللقاحات العائدة لنباتات وأشجار، منها سبعة مطابقة مع اللقاحات الموجودة على كفن تورينو ومنديل أوڤيادو، من بينها اثنان لا وجود لهما سوى في أورشليم ومحيطها، وهما: لقاح شجرة الفستق Pistacia Palaestina ولقاح شجرة التمر الهندي Tamarix Hampeana .
5- إنّ آثار الدم موجودة في المكان الموافق على الظهر وعلى الكتفين أي في الأمكنة التي أُلقي عليها الصليب.
6- أُجري فحص الكربون 14 على القميص في العام 2004 وتبيّن أنّه يعود إلى ما بين العام 530 و 640 ما شكّل التباسًا لدى العلماء، كون هذه النتيجة لا تتوافق مع الدراسات السابقة. ثمّ إنّ فحص الكربون 14 لا يُعتبر فحصًا حاسمًا، بالإضافة إلى أنّ القميص تعرّض للتلوّث ما يؤثّر سلبًا على النتيجة.
في القرن التاسع عشر، خيط على القميص بطانة من الحرير ذات اللون السكّري تؤمّن له ركيزة متينة. وهكذا بدا للجمهور أثناء العرض العلني الذي أُقيم العام 1934 والعام 1984. لكنّ حالة البطانة المتردية جعلت المسؤولين يُسارعون إلى استبدالها بأخرى، استعدادًا للعرض العلني القادم، وتمّ ذلك في الأشهر الأولى من العام 2016، في مكان آمن وبعيد عن أعين الفضوليين، على يد الاختصاصيّة في الأقمشة القديمة، السيّدة كلير بونيو Claire Beugnot التي قامت بفكّ قطب البطانة القديمة في عمليّة بالغة الدقّة، تتطلّب مهارة كبيرة وصبرًا طويلاً، امتدّت 9 أيّام متتالية، ثمّ قامت السيّدة بونيو بخياطة بطانة جديدة من الصوف المصنوع على طريقة الشاش étamine ذات اللون البنفسجي. وهكذا ستظهر القميص في تلك الحلّة الجديدة أمام الزوار في العرض العلني القادم المتوقّع أن يحضره أكثر من مئة وخمسون ألف زائر.
للتعريف عن القميص ومسيرته التاريخيّة والفحوصات التي أُجريت عليه، قام المسؤولون عنه بإنشاء موقع خاصّ له على الإنترنت متوافر باللغة الفرنسيّة.