ملاحظة الناشر
يتكلّم إبن العبري عن منديل مسح به المسيح يسوع وجهه، كان محفوظًا في مدينة الرّها، استولى عليه الروم، ونقلوه إلى القسطنطينية. يقدّم العالم يان ولسون فرضيّة تقول بأنّ هذا المنديل ليس هو إلاّ الكفن ذاته الذي كان مطويًّا عدّة طيّات، وموضوعًا في إطار صغير بحجم المنديل، بحيث لم يظهر سوى وجه المسيح. وفيما يلي ما كتبه عن الموضوع:
... وفي السنة 331 للعرب (942 م) وجّه ملك الروم1 سفيرًا إلى الخليفة المتقي2 يطلب المنديل الذي في بيعة الرّها، وهو الذي مسح به ربّنا يسوع وجهه، وصارت صورة وجهه فيه، وسيّره إلى أبجر الذي كان يروم أن يشاهده. ووعده إن أرسل المنديل إليه أطلق عددًا غفيرًا من الأسرى العرب. فاستفتى المتقي فقهاء المسلمين، في هل يجيز الشرع أن نعطي المنديل للمسيحيين أم لا؟ فقالوا: أجل، يفرض علينا فرضًا لازمًا أن نتبرّك بهذا المنديل، غير أنّه يجب التخلّي عنه للروم إنقاذًا للمسلمين المتقلبين في العوز والجوع والعري. فأمر المتقي بتسليم المنديل إلى السفير، وأرسل معه مَن يَتسلّم الأسارى.
* هو غريغوريوس أبو الفرج بن هارون الملطي، المعروف بابن العبري (ملاطية 1226 – أذربجيان 30 تموز 1286)، مفريان الكنيسة السريانيّة في المشرق، ومن ألمع رجالات الأدب والعلم عند السريان. كتب في النحو والشعر والفلسفة واللاهوت والأخلاق والتصوّف. له بالسريانيّة مؤلّفات كثيرة، نُقل القليل منها إلى اللغة العربيّة. نقتبس قصّة منديل الرّها من كتابين لابن العبري: تاريخ مختصر الدول، دار المشرق، لبنان، الطبعة الرابعة، 2007، ص 165، و تاريخ الزمان، دار المشرق، لبنان، الطبعة الثانية، 1986، ص 57.
1 هو رومانس الأوّل لوكابينس (920-944)
2 هو الخليفة العبّاسي المتّقي لله (941-943)