يعتبر التقليد أنّ عمر يسوع كان 33 عامَا لمّا مات على الصليب. لكنّ الدراسات الحديثة، المرتكزة على علم الفلك وعلى التاريخ تعطي له عمرًا أكبر ببضع سنوات ! لجلاء هذا التناقض، علينا التوقف عند بعض المعطيات التاريخيّة الواردة في الإنجيل:
1- لوقا 2 : 1-3
«وفي تلك الأيام، صدر أمر عن القيصر أوغسطس بإحصاء جميع أهل المعمور. وجرى هذا الإحصاء الأوّل إذ كان قيرينيوس حاكم سورية. فذهب جميع الناس ليكتتب كلّ واحد في مدينته»
- أوغسطس قيصر: أمبراطور من السنة 29 ق. م. إلى السنة 14 ب. م.
- ببليوس سلبيسيوس قيرينيوس: المسؤول عن السياسة الرومانية في الشرق الأدنى منذ العام 12 ق. م.
2- لوقا 3 : 1-2
«في السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس، إذ كان بنطيوس بيلاطس حاكم اليهودية، وهيرودس أمير الربع على الجليل، وفيلبّس أخوه أمير الربع على ناحية إيطورية وطراخونيطس، وليسانياس أمير الربع على أبيلينة، وحنّان وقيافا عظيمي الكهنة»
- السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس توافق العام 28 ب. م.
- حَكم بيلاطس اليهودية من العام 26 ب. م. حتّى العام 36 ب. م.
- حَكم هيرودس أنتيباس، إبن هيرودس الكبير، الجليل وعبر الأردن، من العام 4 ق. م. حتّى العام 39 ب. م.
- حَكم فيليبّس من العام 4 ق. م. حتّى العام 34 ب. م.
- تولّى قيافا السلطة من العام 18 ب. م. حتّى العام 36 ب. م. أمّا حنّان، حمو قيافا، فكان عظيم الكهنة السابق، الذي عزل في العام 15ب. م. لكنّه حافظ على نفوذه الواسع في الأوساط الشعبية.
3- لوقا 3 : 23
«وكان يسوع عند بدء رسالته، في نحو الثلاثين من عمره»
- إستند الراهب دنيزيوس الصغير، في القرن السادس، على هذه الآية ليحدّد مطلع العصر المسيحي. لكنّ دنيزيوس أخطأ في تحديده، فجعله سنة 752 لتأسيس روما بدلاً من سنة 748، فيكون يسوع قد ولد 6 سنوات قبل التاريخ الميلادي الراهن.
- لا يهتمّ لوقا بإعطاء العمر الدقيق ، بل يريد القول بأنّ يسوع، لَمّا بدأ رسالته العلنية بين الناس، كان ناضجًا ومسؤولاً عن أعماله، مثل يوسف أمام فرعون مصر: «وكان يوسف ابن ثلاثين سنة، حين مثل أمام فرعون، ملك مصر» (سفر التكوين 41 : 46) ؛ أو مثل داود لَمّا اعتلى العرش: «وكان داود ابن ثلاثين سنة يوم ملكَ» (سفر صموئيل الثاني 5 : 4) ؛ أو مثل اللاوي الجاهز للخدمة في بيت الربّ: «مجموع المحصين من اللاويين الذين أحصاهم موسى وهارون ورؤساء إسرائيل بحسب عشائرهم وبيوت آبائهم، من ابن ثلاثين سنة فصاعدًا إلى ابن خمسين سنة، كلّ الداخلين ليقوموا بالخدمة أو الحمل في خيمة الموعد» (سفر العدد 4 : 46-47)
4- متى 2 : 1
«ولمّا ولد يسوع في بيت لحم اليهوديّة، في أيّام الملك هيرودس...»
- ولد هيرودس الكبير العام 73 ق. م. ومات العام 4 ق. م. علمًا بأنّ يسوع المسيح ولد قبل موت هيرودس بسنتين (هيرودس يقتل أطفال بيت لحم الذين دون السنتين من العمر).
5- يوحنا 8 : 57
«قال له اليهود: أرأيت إبراهيم وما بلغت الخمسين؟»
- يبالغ اليهود في القول ويهزأون من يسوع، لتبيان استحالة الأمر.
بالاستناد إلى ما تقدّم، نضع الجدول التاريخي التالي:
29 ق. م. مجيء أوغسطس قيصر
6 ق. م. إحصاء قيرينيوس وولادة يسوع
4 ق. م. موت هيرودس الكبير
- بدء التأريخ المسيحي الخاطئ بحسب دنيزيوس الصغير
6 ب. م. إحصاء آخر قام به قيرينيوس، مرّة كلّ 12 سنة
13 ب. م. طيباريوس قيصر يخلف أوغسطس قيصر
28 ب. م. بدء رسالة يسوع وكان عمره 34 سنة (28 + 6)
31 ب. م. موت يسوع المسيح وكان عمره 37 سنة (34 + 3 سنوات في الرسالة العلنيّة)