كان رجل عِلم كَرّس ذاته للدرس. وقّع معاهدة اللاتيران، التي أنهت الخلاف بين الكرسي الرسولي الروماني ودولة إيطاليا، في 11 شباط 1929، فأصبح الڤاتيكان دولة ذات سيادة. مع بداية الحرب العالميّة الثانية، تَوجّه إلى العالم أجمع، عبر أثير الراديو، معلنًا تقديم حياته ثمنًا للسلام، فارتعش العالم بأسره. أنشأ عيد يسوع الملك.
بعد استقباله وفدًا ألفيًا من الزوّار، في 5 أيلول 1936، وتوزيعه صور وجه المسيح الظاهر على الكفن عليهم، كلّمهم عن مريم العذراء، ثمّ أردف قائلاً: «إنّها صور ابنها الإلهيّ، لذلك نقول بأنّها الصور الأكثر جمالاً، والأكثر إيحاءً، والأعزّ على قلوبنا... إنّها تأتي من هذا الشيء الغامض، الذي ليس مصنوعًا بيدٍ بشريّة، حتمًا، وقد أصبح هذا الأمر مبرهنًا، وهو كفن تورينو المقدّس. قلنا بأنّه شيء غامض، لأنّ الغموض ما زال يحيط بهذا الشيء المقدّس، وهو أكيد مقدّس أكثر من أيّ شيء آخر في العالم. باستطاعتنا التأكيد، مما لا شكّ فيه، بمعزل عن الإيمان والتقوى المسيحيّة، بأنّه ليس من صنع إنسان».