رواية الراهبات الكلاريّات1 اللواتي قمن برتق الكفن في الأماكن التي أتت عليها النيران ليل 3 كانون الأوّل العام 1532 *
نهار الأربعاء الواقع فيه الخامس عشر من شهر نيسان من عام ألف وخمسمائة وأربعة وثلاثين، وقُبَيل صلاة الغروب، أَوفَد إلينا جناب دوق سافوا، وسيادة القاصد الرسوليّ، السيد فِسباريس Vesperis، أمين صندوق الكابيلاّ المقدّسة، يرافقه بعض الشناونة2 الآخرون، لإبلاغنا بوجوب التأهّب لاستقبال الكفن المقدّس الذي سيرسل إلينا بغية رتقه في الأماكن التي أتت عليها النيران. وبعد أن شَكَرَتهم، أجابت حضرة الأُم الرئيسة لويز دي فارجان Louise de Vargin، باسم الجماعة الديريّة، أنّنا على استعدادٍ لإطاعة أوامر سموّ الدوق، والقاصد الرسوليّ، رغم كوننا لا نستحقّ القيام بمثل هكذا عمل مقدّس. وفي هذه الأثناء، تَمَّ تزيين الخورس، بقدر المستطاع، حيث استُقدمَت، بعد صلاة الغروب، الطاولة التي كانت تُبسَط عليها عادةً الذخيرة المقدَّسة.
وفي اليوم التالي، الخميس 16 نيسان، أُقيم زيّاح احتفاليّ عند الساعة الثامنة صباحًا، والأجراس تقرع، وكان سيادة القاصد الرسوليّ يحمل الكفن المقدّس، ويتبعه كلّ من سمو الدوق، وسيادة مطران بيللي Belley وسيادة الأسقف المساعد، والمسجّل الرسوليّ، وعدّة شناونة ورجال دين، وأرفع نبلاء البلد. بعد أنّ وضعوا الكفن لبعض الوقت على المذبح الكبير في كنيستنا، عادوا ونقلوه إلى الخورس، وبسطوه على الطاولة التي نُصبَت لهذه الغاية.
استقبلناه بزيّاحٍ، والشموع مضاءة، وفُرش الكفن على الطاولة للتعرّف على الأماكن الواجب رتقها، وعندها سأل حضرة القاصد الرسوليّ جميع النبلاء الحاضرين إذا كان هذا الكفن هو الذي سبق وشاهدوه في الماضي. وبعد أن تَفَحَّصوا بعناية وجهَي الكفن، شَهدوا أنّه هو ذاته، وعندها أخذ المسجّلون الرسوليّون علمًا بالأمر، ومن ثَمَّ أَفسَحَ النبلاء المجال أمام غيرهم من الأشراف ورجال الدين والأحبار الذين تَمَّ استجوابهم أيضًا.
بعدها طلب القاصد الرسوليّ من الأم الرئيسة الموقّرة، أن تختار بعض راهباتها للقيام بالرتق. قَدَّمَت نفسها، وسَمَّت ثلاث راهبات أخرَيات للقيام بهذا العمل، ومن ثمّ أعطت الأربع أسماءهنّ إلى المسجّل الرسوليّ، بحضور جميع النبلاء. هدّد سيادة القاصد الرسوليّ بالحُرْمِ الأعظم كُلَّ مَنْ يَلمس الكفن، باستثناء الراهبات الأربع اللواتي تَمَّ اختيارهنّ.
بعد ذلك، أَلقى الواعظُ المعيَّن لخدمة سموِّه، عِظةً بليغةً عن الكفن المقدَّس، أمام «شَعريّة» الخورُس المفتوحة. كان الواعظ يُدير وجهه باتجاه الشعب، وعند انتهاء الخطاب، قام بتلاوة الرقيم الرسوليّ الذي أرسَلَه قداسته لسموّ الدوق، والذي يأذُنُ بموجبه للبنات الفقيرات التابعات لرهبانيّة «سانت كلير في مدينة شامبيري» بإصلاح الكفن. كان جمهور الشعب الذي هَرَعَ لرؤية هذه الذخيرة الثمينة كبيرًا لحدّ يكاد لا يسمح بالإلتفات.
بعد تلاوة الرقيم، أَوصانا القاصد الرسوليّ بالإعتناء الدقيق بالكفن، وبالصلاة إلى الله الذي وهَبنا نعمة القيام بهذا العمل المقدّس، وفقًا لإرادته القدّوسة. ثمّ طلب منّا تلاوة فعل التوبة Confiteor وأعطى الغفران للجميع. عندها انسحب الكلّ باستثناء أمين الصندوق، وحضرة الشانوان لمبير Lambert الذي عَهدَ إليه سموّ الدوق، بوجهٍ خاصّ، الاهتمام بالكفن المقدَّس.
بعد العشاء، أحضر الحائك المِنسَج ليُشَدَّ عليه قماشة من هولندة سيوضع عليها الكفن المقدّس. وبعد ساعتين من العمل لشدّ القماش على المِنسَج، بسَطنا عليه الكفن المقدّس، جلّ قدره، وخاطَته كلُّ واحدة منّا بدورها بالتسريج.
جاء سموّه، برفقة القاصد الرسوليّ، وعدد من الأحبار والشناونة والأشراف، وذلك قبل أن نبدأ بوضع الصمدات3 في الأماكن التي أتلفتها النيران. سأَلَنا سموّه عن انطباعنا لدى لمسنا هذه الذخيرة، لكنّنا اعتمدنا كلّنا انطباعه، لأنّه بدا لنا أكثر صوابًا.
كان هناك توافد كبير من الناس إلى «الشعريّة» أثناء شغلنا، لذلك لم نتمكَّن من التقدم كثيرًا في العمل، ما دفع بالسيّد أودينه Audinet، مدير خدم سموّه، إلى الطلب من الشانوان لمبير الخروج باستمرار، لحثّ الناس على الإنكفاء، إضافة إلى الحرس الذي وُضِع لمنع الفوضى.
عندما عَلِمَ سموّه بكثرة الحشود، إذ لا يمرّ يوم دون أن نُشاهد خلاله أكثر من ألف شخص، لم يعد بإمكانه إلاّ أنّ يحتفظ بمفتاح «الشعريّة»، لكنَّه كان يُعيده كلّ مرّة إلى مدير خدمه، بغية إرضاء رغبة عدد كبير من الحجّاج الأتقياء الذين كانوا يأتون من روما وأورشليم، ومن عدّة بلدان أخرى بعيدة. كان الكفن المقدّس يُعرَض أمامهم مع عدّة شموع مضاءة، بينما نحن نرتّل راكعات. كان الناس يصرخون بصوت عال: الرّحمة، بشعور مليئ بالتقوى، يصعب التعبير عنه، وكانوا يغادرون بعزاء عظيم قائلين إنّه ذات الكفن المقدّس الذي رأوه في السّابق.
منذ اليوم الأوّل لإحضاره إلينا، والذي صادف نهار الخميس الموافق السادس عشر من نيسان، أوفدوا إلينا، بين الساعة السابعة والثامنة مساء، عدّة أشراف، ألقوا التحية على الأُم الموقّرة وعلى الجماعة الديرية، وقالوا لها إنّ لديهم أوامر بوضع حرس أمام «الشعريّة» لحراسة الكفن المقدّس طوال الليل. ومع أنّ سموّه يثق بنا، فهو يفعل ذلك احترامًا لقدسيّة وديعة مخلّصنا هذه، وتجنّبًا لكل أنواع الحوادث. وبما أنّه جاء عدد كبير من الأجانب لمشاهدته، فقد أدّى هؤلاء الحرّاس مهمّتهم، وأزاحوا الستار عن «الشعريّة»، أَحضَر أيضًا السيّد الوكيل أشخاصًا ذوي شأن للمشاركة بالسَّهر.
في هذه الأثناء، وَضعنا باستمرار شمعة كبيرة مضاءة في إناء أمام الذّخيرة، حيث كان يوجد دائمًا أربعة من الحرّاس يحملون شموعًا مضاءة، ويتناوبون الواحد تلو الآخر، بتواضع كبير، إلى حدّ بدوا فيه وكأنّهم مبتدئون تابعون لرهبنة منظّمةٍ أكثر منهم علمانيين. شَكرَت لهم الأُم الوكيلة عدم تسبّبهم بأيّ إزعاج لنا، فأجابوا إنّها أوامر سموّه بذلك. وقد ألحّوا علينا مرارًا كي نخلد إلى الراحة، ما عدا ثلاث أو أربع راهبات يمكنهنّ السهر على هذه الوديعة المقدّسة. لكنّنا لم نقوَ على ذلك، وقد أَذِنَت لنا حضرة الأُم الرئيسة بالبقاء طالما رغبنا في ذلك. وإذا ما انسحب بعضهنّ في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة، كنّ ينهضن عند منتصف الليل لحضور صلاة السَّحَر. أمّا بعضهنّ الآخر فكان يخلد إلى الراحة من الساعة الثانية إلى الرابعة فقط، كما أنّ كثيرات كنّ يسهرن الليل كلّه بسرور فائق التصوّر.
كانت أحاديثنا4 بكاملها مع الربّ. وكنّا نعاود النظر إلى جميع الجروح الدامية في جسده القدّوس التي بدت آثارها على هذا الكفن المقدّس. وقد بدا لنا أنّ جرح جنبه الأَقدس هو أبلغ تعبير صادر عن القلب يُرَدِّد دون انقطاع هذه الكلمات: أنتم جميعًا، يا من مررتم بهذه الدرب، هل شَعرتُم أم رَأيتم آلامًا توازي آلامي؟
كنّا في الواقع نرى، على هذه اللوحة الغنيّة، آلامًا يستحيل تصوّرها. ولقد رأينا أيضًا آثار وجه غطّته الكدمات، وأثخنته اللطمات، ورأس إلهيّ غُرزت فيه أشواكٌ غليظة، فَجَرَت منه سواقي الدّماء التي سالت متفرّعة على جبين ألبسَته أثمن أرجوان في العالم.
لاحظنا، على الجهة اليسرى من الجبين، قطرة دمّ بدت أضخم وأطول من غيرها، وهي تنساب متعرجة كالموج. بدا الحاجبان بشكل واضح، والعينان أقلّ وضوحًا. إرتسم الأنف والقسم الأبرز من الوجه بشكل جيّد. كان الفمّ صغيرًا نسبيًّا، واضح المعالم. أمّا الوجنتان المتورّمتان والمشوّهتان، فتظهران بوضوح أنّهما ضربتا بوحشيّة، وخاصّة اليمنى. بدت اللّحية معتدلة الطّول، على طريقة المنذورين، وهي قليلة الشّعر في بعض النواحي، كون جزء منها تعرّض للنتف بقصد الاحتقار، بينما التصقت الدماء على الجزء المتبقّي.
ثم رأينا أثرًا مستطيلاً ينحدر على العنق، ما جعلنا نعتقد أنّه رُبط بسلسلة حَديدية عند توقيفه في بستان الزيتون، إذْ بدا متورِّمًا في أماكن عدّة، كأنّه تعرّض للجذب والهزّ العنيف. كانت اللّكمات وضربات السّياط كثيرة على بطنه، حتى ليكاد من الصّعب إيجاد مكان بحجم رأس الدبوس خال من آثار الضرب. تقاطعت هذه كلّها وامتدّت على طول الجسم حتى أخمص القدمين. أمّا الكتلة الكبيرة من الدّم فتشير إلى جراح القدمين5.
أمّا ناحية اليد اليسرى، فقد ظَهرت معالمها بوضوح، وتقاطعت مع اليمنى مغطّية جرحها. تبدو جراح المسامير في وسط يدين طويلتين وجميلتين تنساب منهما ساقية دم من الضّلوع حتى الكتفين؛ والذراعان جميلان وطويلان بما فيه الكفاية، ويَسمَح وضعهما برؤية كاملة للبطن الذي مزّقته بوحشيّة ضربات السّياط؛ وجُرح الجنب الإلهي له عرض يبدو كافيًا لاستيعاب ثلاثة أصابع، يحيط به آثار دم عرضها أربعة أصابع، وهي تضيق عند أسفلها، وطولها حوالي نصف قدم.
على القسم الثاني من هذا الكفن المقدّس الذي يُظهر الجهة الخلفيّة لجسد مخلّصنا، تبدو الرقبة تحت الرأس، وقد غَرَزت فيها أشواك طويلة وغليظة وبكثافةٍ يُستدلُّ منها أنّ الإكليل كان بشكل قبّعة، وليس بشكل دائرة، مثل تيجان الأمراء، وكما يصوِّره الرسّامون. عندما يُحدّق بها مليًّا، ترى أنّ الرقبة قد تعرّضت إلى التعذيب أكثر منَ الباقي، وغَرزت فيها الأشواك إلى عمقٍ بليغ، مع قطرات ضخمة من الدّم المتجمّد على الشّعر المدمّى. إنّ آثار الدّم تحت الرقبة هي أكثر ضخامة، وأكثر وضوحًا ممّا تبقّى، لأنّ ضربات العصيّ على الإكليل كانت تزيد من غرز الأشواك، وصولاً حتى المخ6، وحيث أنه عانى من جروح قاتلة، فهي معجزة أنّه لم يمت من هذه الضرَبات. ولقد توسّعت هذه الجراح عند اهتزاز الصليب أثناء تثبيته في الحفرة المعدّة له، كما توسّعت من قبل عندما أُلقي على الصّليب لتسميره. أمّا الكتفان فهما ممزّقان كلّيًّا، ومسحوقان من جرّاء ضربات السياط المنتشرة في كلّ مكان.
بَدَت قطرات الدّم كبيرة كأوراق المردقوش. توجَد في عدّة أماكن كسور جسيمةٌ بسبب الضربات التي سُدّدت إليه. كما تلاحظ في وسط الجسم آثار السلسلة الحديديّة التي كانت تَشدَّه إلى العمود إذ بدا كلّه مضرّجا بالدّم. يُظهر تنوّع الضربات أنَّهم استعملوا أشكالاً مختلفة منَ السياط: قضبان شُدَّت إليها أشواك، وحبال حديديّة مزّقته بوحشيّة، بحيث أنّنا، عندما كنّا ننظر إلى الكفن من الخلف، وهو ممدود على القماشة الهولنديّة أو المنسج، كنّا نرى الجراح وكأنّنا نشاهدها عبر لوحٍ من الزجاج.
تأمَّلَت به جميعُ الراهبات بكثيرٍ من الانتباه، وتعزية يَصعبُ التعبير عنها، وكنّا نرى، من خلال هذه الآثار الجميلة، كم كان حقًّا أجمل بني البشر، طِبقًا لما تنبّأ به داود في أحد مزاميره.
خلال الخمسة عشر يومًا من بقاء هذه الذخيرة الثمينة في ديرنا، لم تَسنح لنا فرصةٌ للاعتراف كي نستطيع الاقتراب من السرّ المهيب7 واقتبال ابن الله8 في الوقت الذي كان أمام أعيننا قسمٌ منه في صورته المرسومة بدمه. ولقد اعترفنا أخيرًا مداورةً، يومي الإثنين والثلاثاء، في 27 و 28 نيسان، وشفينا غُلَّة تقوانا يوم الأربعاء9.
في ذلك اليوم، كان من المفروض أن يأتي سموّه للإطلاع على حالة الكفن المقدّس. ولكنّه، خشية إزعاجنا، أَجَّل الزيارة إلى صباح اليوم التالي، الخميس في 30 نيسان، حوالي الساعة السابعة، بغية إعطاء الأوامر حول كيفية تغليفه بالتفتة البنفسجيّة. وبعد إنجاز هذا العمل، جيء إلينا بسجّاد، إضافة لما كان عندنا. ويوم الجمعة، الأوّل من أيار، تَمّ فَرشُ كلّ الداخل والخارج، ومن ثَمَّ تَقرَّر المجيء لأخذه في اليوم التالي، السبت 2أيار. وكان يجري الاحتفال بالعيد في الرابع من أيار، منذ العام 1506.
في هذا اليوم، أتى سيادة مطران بيللي، وسيادة الأسقف المساعد، مع عددٍ من الأحبار الآخرين، وغيرهم من رجال الدين والأشراف الذين عاينوا ما قُمنا به من عمل فاستحسنوه، وبعدها نهضوا ليتسنّى لنا مشاهدته مّرة أُخرى. ومن ثمّ عَمِلوا على ثَنيه10 حول اسطوانةٍ11 مع غطاء من الحرير الأحمر، وتقدَّم سيادته، في زيّاحٍ احتفاليّ مماثل للذي أُقيم عندما جيء به إلينا، حتى بلغ ما بين بوابتيّ الدير. قُرعت جميعُ أجراس المدينة، بالإضافة إلى نفخ الأبواق، والسمفونيّات الأُخرى12. وعندئذ غطّى الأساقفة الكفن المقدّس بقماش مذهّب وأخذوه، بينما باشرنا كلُّنا بترتيل نشيد «يسوع فادينا» Jesus nostra Redemptio حاملات الشموع المضاءة. وبإجلال فائق سلّمه الأساقفة، أخيرًا، إلى سموّه الذي كان ينتظرهم بين البابين.
نُقل إلى القصر باحتفالٍ كبير، ولبثنا نحن يتيمات مسكينات من الذي تَلطَّف وزارنا بواسطة صورته المقدّسة.
*نقله إلى العربية، كميل سلامه ، عن النص الفرنسي الأصلي، الموجود في كتاب:
Le Saint Suaire de Chambéry à Sainte Claire en Ville, Abbé Léon Bouchage, Chambéry, Imprimerie C. Drivet, 1841
1 جمع كلارية أو كلاريس نسبة إلى القديسة كلارا التي أسَّست هذه الرهبانية، في العام 1212.
2 جمع شانوان Chanoine وهو، في الكنيسة اللاتينية، في الغرب، لقب يعطى لرجل إكليريكي عضو في مجلس الكهنة الذي يعاون الأسقف في إدارة كاتدرائية أو بازيليك معينة. كما يعطى أيضًا كلقب شرف لبعض الأشخاص غير الإكليريكيين. 3 جمع صمدة، وهي قطعة النسيج التي يضع عليها الكاهن كأس القربان المقدس. 4 في هذا الإطار، إنّ الأحاديث تعني الصلوات والتأملات. 5 المقصود بجراح القدمين الثقبين اللذين أحدثتهما المسامير فيهما. 6 الأرجح المخيخ cervelet. 7 السرّ المهيب هو سرّ الإفخارستيا. 8 اقتبال ابن الله تعني التقدّم إلى المناولة. 9 أي تناولنا القربان المقدس. 10 أي لـفّه. 11 المقصود rouleau وليس disque. 12 أي الآلات الموسيقية المختلفة.