يرمز النهر إلى جروحات المسيح الأربعة، في يديه ورجليه، التي منها تسيل أمواج الخلاص.
«وكان نهرٌ يخرجُ من عَدْنٍ فيسقي الجنّة ومن هناك يتشعَّبُ فيصيرُ أربعةَ فروع.» (سفر التكوين 2 : 10)
«هي التي تُفيضُ الحكمةَ كَفِيشون
ومِثلَ دِجلَةَ في أيّامِ الثِمارِ الجديدة
وتَملأُ فَهمًا كالفُرات
ومِثلَ الأُردنِّ في أيّامِ الحِصاد.
وتُفيضُ التأديبَ كالنّيل
ومِثلَ جيحون في أيّامِ القِطاف.» (سفر يشوع بن سيراخ 24 : 25-27)
إنّ حواء، المرأة التي خرجت من جنب آدم، الواقع في سبات عميق، ترمز إلى الكنيسة التي خرجت من جنب المسيح المفتوح، إثر طعنة الحربة.
يقول القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم، بأنّ المسيح، بعد أن حنى رأسه، ذهب في نوم عميق على الصليب، فأُعطيت له عروس. أثناء نومه، خرجت العروس، التي هي الكنيسة، من الجنب المفتوح بطعنة الحربة.
«فأَوقعَ الربُّ الإلهُ سُباتًا عميقًا على الإنسان فنام. فأخذَ إحدى أضلاعه وسَدَّ مكانَها بِلَحْم. وبَنى الربُّ الإله الضِّلعَ التي أخذها مِنَ الإنسان امرأةَ، فأتى بها الإنسان.» (سفر التكوين 2 : 21-22)
ترمز الصخرة إلى الربّ يسوع، كما يقول بولس (1 كورنتس 10 : 3-4). وقد جرى تتميم هذه الصورة عندما طُعن المسيح، الذي هو حجر الزاوية لشعب الله، بحربة في جنبه، فخرج منه دم وماء. رأى الآباء، في الماء الخارج من جنب المسيح، إشارة إلى المعمودية، وإلى الروح القدس؛ وفي الدم، إشارة إلى الافخارستيا؛ وفي هذين السرَّين، إشارة إلى الكنيسة، شعب الله الجديد، التي انبثقت من الجرح الذي طال يسوع، في صميم قلبه.
«وقال الربّ: هوذا مكانٌ بجانبي، قِفْ على الصَّخرة، فيكونُ، إذا مَرَّ مَجْدي، أنّي أَجعَلُكَ في حُفرة الصَّخرة وأُظَلِّلُكَ بِيَدي حتّى أَمُرُّ، ثُمَّ أرفَعُ يدي فتَرى ظَهري، وأما وجهي فلا يُرى.» (سفر الخروج 33 : 21-23)
يقول القدّيس برنار: «ها إني أضع نفسي في حُفرة الصخرة، أي في جروحات يسوعي، كي أستطيع، مثل موسى، مشاهدة الكمال الإلهي... لأنني لا أستطيع التأمل به، وجهًا لوجه، إلاّ في الرؤيا.»
«فقال الربُّ لموسى: مُرَّ أمامَ الشعب وخُذْ معكَ من شيوخ إسرائيل وعَصاكَ التي ضربتَ بها النَّهر، خذها بيدك واذهب. ها أنا قائم أمامك هناك على الصخرة، فتَضربُ الصخرة، فإنّه يَخرُجُ منها ماءٌ فيشربُ الشعب.» (سفر الخروج 17 : 5-6)
تَرمز الحيّة النحاسيّة إلى يسوع المُسَمَّر على الصليب، كما ورد في الحديث مع نيقوديموس (يوحنا 3 : 14-15). فبينما كانت الحيّة علامة خلاص للإسرائيليين، أصبح المسيح المصلوب هو علّة كلّ خلاص، بدءًا بخلاص النفس، ثمّ الجسد، في يوم القيامة.
«فصنع موسى حيّةً من نُحاس وجَعَلَها على سارية. فكان أيُّ إنسانٍ لَدَغَتْهُ حيّةٌ ونَظر إلى الحيّة النُّحاسيّة يَحْيا.» (سفر العدد 21 : 9)
مع أنّ الخلائق كلّها هي سهام بين يدي الله، قادرة على فتح القلوب كلّها على محبّة خالقها، لكنّه يوجد سهم محدّد لا يقاوَم، محفوظ استعماله لله وحده، في الصراع على كسب قلوب البشر: إنّه الربّ يسوع وجراحاته.
«وجَعَلَ فمي كَسَيفٍ ماضٍ، وفي ظِلِّ يَدِه خَبَأني، وجَعَلَني سَهمًا مُحَدَّدًا، وفي جَعبَتِه سَتَرَني.» (سفر أشعيا 49 : 2)
«نِبالُكَ مَسنونةٌ، وشُعوبٌ تَحتَكَ يَسقُطون، وأعداءُ المَلِكِ تَنخَلِعُ قُلوبُهم» (مزمور 45/44 : 6)