الاهتداء المثير لسيّدة الموضة الإيطالية، فرنكا سوزاني، بشفاعة الكفن المقدّس*
سنة 2016، رحلت فرنكا سوزاني، رئيسة تحرير مجلة فوغ الإيطالية، والشخصيّة البارزة في عالم الموضة. لكن حياتها تبدلت قبل أشهر من وفاتها، بعد الزيارة التي قامت بها إلى الكفن المقدّس في تورينو.
خرّيجة كليّة الآداب والفلسفة في ميلانو، بدأت فرنكا مهنتها في فوغ للأطفال، وانضمت إلى فوغ الإيطالية سنة 1987، وبعد عامٍ، أصبحت رئيسة تحرير المجلة. دُعيت «ملكة الموضة»، ربّما لأنّ نظرتها للموضة لم تتوقف عند الملابس فقط. كانت تحبّ التصوير فأحاطت نفسها بفنانين كبار، ليس فقط لأنها تعتبر الموضة جزءًا من الفنّ، بل من أجل التطرق إلى مسائل اجتماعية بواسطة جلسات تصوير غير مسبوقة. خاطرت فرنكا بمنصبها عندما حاولت لفت الانتباه إلى مشكلة العنف تجاه النساء، وفقدان عامل الشهيّة لدى الفتيات، وجنون عمليات التجميل. وسنة 2008، خصّصت عدداً من المجلّة لجمال النساء السوداوات، كان الأوّل من نوعه في عالم الموضة.
سنة 2016، توجّهت فرنكا إلى تورينو. وحين خروجها من الكاتدرائية حيث يوجد الكفن المقدّس، طلبت من ابنها أن ينتظرها قليلاً، لأنها تريد الاعتراف. وسط دهشة ابنها لهذا الطلب، تقدّمت فرنكا، واستغرق اعترافها حوالي ثلاث ساعات! في ذلك اليوم، اهتدت، واستعادت إيمانها، وعبّرت عن رغبتها بلقاء البابا فرنسيس لتسأله عن مصدر قوّته الروحية الفريدة، حسبما أوضح فرنشيسكو، معدّ ومخرج الفيلم الوثائقي عن أمه: «فرنكا: فوضى وإبداع».
في اليوم الذي أتت فيه إلى تورينو، قالت لابنها المدهوش من طلبها الاعتراف: «هناك أوقات في الحياة تريد فيها النظر إلى أعماق نفسك». ثمّ أضافت: «دخل مانزوني1 مرّة إلى كنيسة، فكان هذا الدخول كافيًا له كي يهتدي». وبعد فترة من الزمن، قالت فرنكا لابنها أنّها، في ذلك اليوم، وأمام الكفن المقدّس، استعادت الإيمان.
وفي العام عينه، أُصيبت فرنكا بسرطان الرئة، وواجهته بشجاعة ورجاء حتّى أنفاسها الأخيرة. وعندما سألها ابنها فرنشيسكو إذا كانت لديها أحلام، اعترفت له قائلة إنّها ترغب برؤية البابا فرنسيس لتعرف مصدر قوّته الفريدة وإيمانه بالله. لكنّها فارقت الحياة في 22 كانون الأوّل 2016 عن عمر 66 عامًا، من دون أن تتسنّى لها الفرصة للقاء البابا، ودُفنت ليلة الميلاد محاطة بأفراد العائلة.
بعد شهر على وفاتها، ومع اختتام أسبوع الموضة الإيطالية، أُقيم قداس على نيّتها، في 27 كانون الثاني، في كاتدرائية ميلانو، بحضور حشد من عشاق الموضة، وشخصيات بارزة في هذا المجال، مثل رئيسة تحرير مجلة فوغ الأميركية آنا وينتور، والعارضتين كايت موس ونايومي كامبل، والسيّدة الفرنسيّة الأولى السابقة كارلا بروني ساركوزي، وعدد من الأصدقاء المقرّبين، كالمصمّم جورجيو أرماني وفالنتينو غارافاني.
وتلبيةً لإحدى رغبات فرنكا سوزاني الأخيرة، قرأ ابنها فرنشيسكو هذا المقطع من الكتاب المقدّس: «يوم الممات خيرٌ من يوم الولادة» (سفر الجامعة 7 : 1).
* نقلاً عن أليتيا بتصرّف