صدر العدد الثامن من مجلّة SINDON التي يصدرها المركز الدولي لدراسة الكفن في تورينو، باللغتين الإيطالية والإنكليزية.
يتألّف هذا العدد من ٨٢ صفحة، ويضمّ المقالات التالية، بقلم كبار الاختصاصيين: مقال قديم للمونسينيور غيبارتي، رحمه الله، عن الكفن في الإنجيل؛ لماذا لم يحترق الكفن إبّان حريق شامبيري؛ الكفن في الصور والأشكال البيانية؛ نسخة الكفن في مدينة أجلي Agliè الإيطالية؛ إستعمال الطيوب في المراسم القديمة لدفن الأموات وعلاقتها باللقاحات الموجودة على الكفن؛ القدّيس فرنسيس السالسي وعلاقته بالكفن؛ في ذكرى طوم دموهالا (١٩٤٠-٢٠٢٣) Tom Dmuhala والأب بييترو رينالدي، الراهب السالسي (١٩١٠-١٩٩٣) Don Pietro Rinaldi .
المجلّة مجانيّة ومتوافرة على العنوان https://sindone.it/museo/en/magazine/
يوم الأحد الواقع فيه ١٧ آذار عُرض قميص المسيح المحفوظ في كاتدرائية القدّيس ديونيسيوس Saint Denis في مدينة أرجانتوي في ضواحي باريس أمام المؤمنين الراغبين بالتبرّك منه. تجدون في هذا الموقع صفحة خاصة بهذه الذخيرة. تخلّل النهار تلاوة المسبحة والصلوات التقليدية التي تُتلى في هذه المناسبة، إضافة إلى الذبيحة الإلهيّة التي احتفل بها المطران ستانيسلاس لالان، أسقف أبرشية بونتواز.
ورد ذكر القميص في إنجيل يوحنا حيث جاء: «ولمّا صلب الجنود يسوع أخذوا ثيابه وقسموها أربع حصص، لكلّ جنديّ حصّة. وأخذوا قميصه أيضًا وكان قطعة واحدة لا خياطة بها، منسوجة كلّها من أعلى إلى أسفل. فقال بعضهم لبعض: لا نشقّ هذا القميص، بل نقترع عليه، فنرى لمن يكون. فتمّ قول الكتاب: تقاسموا ثيابي وعلى قميصي اقترعوا. وهذا ما فعله الجنود».
تجدر الإشارة إلى أنّ القميص سيُعرض لفترة أطول أثناء اليوبيل في العام القادم، وذلك من ١٨ نيسان حتّى ١١ أيار، ليتسنّى للمؤمنين مشاهدته وتلاوة الصلاة التقليدية التي تقول: إرحمني، يا يسوع، بحسب عظيم رحمتك… يا أيّها الطبيبُ الطيّبُ القلب، إشفِ صممي فأصغيَ إليك، وأنقادَ إلى تعاليم إنجيلك… يا خالقي، فكَّ لساني المعقود بِخَرَس مُزمِن كي يُسبّحك، فيَعلوَ صوتي دفاعًا عن شريعتك المقدّسة…
في يوم الأربعاء الواقع فيه 22 أيار ٢٠٢٤، وعلى هامش انعقاد مجمع الأساقفة الإيطاليين، التقى رئيس أساقفة تورينو، المطران روبرتو ريبول، البابا فرنسيس، في لقاء خاصّ استمرّ حوالي نصف ساعة، جرى خلاله التداول في شؤون أبرشية تورينو.
أثناء اللقاء، اقترح المطران ريبول على البابا المشاركة في لقاء تلفزيوني، يوم ٤ أيار ٢٠٢٥، الموافق عيد الكفن المقدّس، وبمناسبة اليوبيل، حيث سيُعرض الكفن أمام شبيبة الأبرشيّة. وقد رحّب البابا بهذا الاقتراح.
وفيما يلي المطران ريبول يلقي التحيّة على البابا فرنسيس.
ليلة ٢١ حزيران ٢٠٢٤ انتقل باري شڤورتز إلى الحياة الأبدية، في منزله في مدينة كولورادو سبرينغز، ولاية كولورادو، الولايات المتحدة الأميركية، محاطًا بأفراد عائلته. غادر هذه الحياة الفانية بسلام بعد فترة قصيرة من المرض، لجأ فيها إلى العلاج الكيميائي وغسيل الكِلى.
يُعتبر باري من أهمّ الاختصاصيين العالميين في علوم الكفن. بدأ اهتمامه في العام ١٩٧٨ حين زار تورينو مع فريق الستارب، وكان المصوّر الرسمي للفريق، وأخذ مئات الصور له وللكفن. ثمّ، في العام ١٩٩٦، أنشأ موقع shroud.com الموقع الأوّل والأكبر على الإنترنت، الخاصّ بعلوم الكفن، والمستمرّ بنشاط وفعالية، وقد زاره حتّى اليوم أكثر من خمسة عشر مليون قارئ من شتى أنحاء العالم.
منذ بضع سنوات قام باري بتأسيس مؤسسة إسمها ستيرا STERA لمساعدته في إدارة شؤون الموقع ونشاطاته الجانبية. وبعد غيابه سيتولى نائب المؤسسة، جو مارينو، المسيرة.
سبق وأجريتُ عدّة مراسلات مع باري، للاستفسار والمشورة. كان دائمًا خدومًا لطيفًا يعطي كلّ ما عنده. تكرّم ونشر ملخّصًا عن الكتب التي أصدرتها عن الكفن، مثنيًا عليها، وكانت له دائمًا كلمات ثناء وتشجيع على كلّ ما أقوم به في العالم العربي من نشر كلّ المعلومات المتوافرة عن الكفن.
بغيابه خسر المجتمع العلمي للكفن شخصيّة مميّزة كرّست كلّ حياتها لتعريف الكفن والأبحاث المتعلّقة به لأكبر عدد ممكن من البشر. إنّ باري هو اليوم، في حياته الأبدية، أمام الذي عمل من أجله، طوال حياته الأرضية، وما من شكّ أنّه سيُكافأ على عمله.
وفيما يلي صورة لباري شڤورتز في مقابلة له منذ بضعة أشهر.
ترأس البابا فرنسيس عصر السبت الواقع فيه ٧ كانون الأوّل، في البازيليك الڤاتيكانية، كونسيستوارًا (مجمع كرادلة) عامًّا عاديًّا، سلّم فيه القبعة الكاردينالية إلى ٢١ كردينالاً جديدًا في الكنيسة الكاثوليكيّة، من بينهم رئيس أساقفة تورينو وحافظ الكفن، المطران روبيرتو ريبول. وللمناسبة ألقى البابا عظة بعنوان: «أحبّوا بعضكم بعضًا محبّة أخويّة وكونوا خدّامًا لبعضكم البعض وخدّامًا للإنجيل».
حين اندلع الحريق الضخم في كاتدرائية نوتردام في باريس، ليل ١٥ نيسان سنة ٢٠١٩، ركض كهنة وشمامسة الكاتدرائية يرافقهم رجال الإطفاء لانتشال إكليل الشوك وذخائر أخرى المحفوظة في الداخل قبل أن يأتي عليها الحريق.
أثناء القيام بعمليّة ترميم الكاتدرائية، وُضع الإكليل مع الذخائر الأخرى في مكان آمن في دار البلدية، بعهدة ورقابة رئيس البلدية السيّدة آن هيدالغو.
في ١٣ كانون الأوّل ٢٠٢٤، وبعد افتتاح الكاتدرائية أمام المؤمنين، تمّ نقل الإكليل والذخائر الأخرى في زياح احتفالي سلك الطريق المؤدّي إلى ساحة الكاتدرائيّة، تقدّمه فرسان القبر المقدّس في أورشليم، المسؤولون عن رعاية هذه الذخيرة وحمايتها، وشارك فيه مجموعة من الكهنة والشناونة والمؤمنين. وكان أحد الفرسان يمسك مخدّة مخمليّة صغيرة ذات اللون الأرجواني أُلقي عليها الإكليل الموضوع داخل أنبوب زجاجي مزدان بخيوط ذهبيّة. وحين دخل الإكليل الكاتدرائية، على أصوات المرنمين، أُودع على المذبح الرئيسي حيث جرت المراسم المعدّة لمثل هذا الاحتفال، ثمّ نُقل الإكليل إلى المذخر الجديد، من تصميم المعلّم Sylvain Dubuisson، الواقع في زاوية جانبيّة من الكاتدرائية.
يتألّف المذخر من قاعدة من المرمر الأبيض تحوي قطعة من خشب الصليب، ومسمار واحد من مسامير الصلب، يعلوها إطار مربّع من خشب الأرز حول دائرة من الحديد مزدانة بمئات البلورات العاكسة للضوء، يتوسطها إكليل الشوك المثبّت على خلفيّة زرقاء اللون. يبلغ ارتفاع المذخر ثلاثة أمتار.
فيما يلي بعض المشاهد: