ملاحظة الناشر
يقدّم العالم يان ولسون فرضية انتقال الكفن من أورشليم إلى إديسّا حيث ظهر تحت تسمية «الصورة غير المصنوعة بيد إنسان» التي اشتهرت بها المدينة في القرون الأولى، مستندًا إلى رواية أوسابيوس القيصري. لكن، لا أوسابيوس ولا الإنطاكي تكلّما عن تلك «الصورة». يُشير الأنطاكي فقط إلى الرسائل المتبادلة بين أبجر والمسيح. وفيما يلي ما كتبه الأنطاكي عن الموضوع:
وفي شهر تشرين الأوّل سنة 1343 1... سار سليمان2إلى حضرة رومانُس الملك3 بالقسطنطينيّة، واستصحب معه الكتاب الوارد من أبجر ملك الرّها إلى السيّد المسيح، وجواب السيّد المسيح له. وكان كلّ واحد منهما في ورقة طومار4 مكتوبين بالسرياني.
وخرج الملك، وألكسيوس البطريرك5، وجميع أهل المملكة لاستقبالهما، وتسلّمهما الملك بخشوع وخضوع تعظيمًا لكتاب السيّد المسيح، وأضافهما إلى الآثار المقدّسة التي في بلاط الملك. وعُني رومانُس الملك بترجمتها من السرياني إلى اليوناني، وترجمها لنا إلى العربيّ الناقل الذي تولّى نقلهما إلى اليوناني على هيئتهما ونصّهما.
* هو يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي، الذي توفّاه الله في العام 1067م، طبيب ومؤرّخ وبطريرك الإسكندريّة، خلفًا للبطريرك سعيد بن البطريق (876-939) الذي ألّف كتابًا في التاريخ عنوانه «نظم الجواهر»، فأتى الخلف ليكمل تاريخ السلف. نقتبس قصّة أبجر من كتابه : تاريخ الأنطاكي، المعروف بصلة تاريخ أوتيخا، حقّقه وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمري، جرّوس برس، طرابلس - لبنان، 1990، صفحة 427.
2هو سليمان بن الكرجي، أمير الرّها.
3 هو الملك رومانس الثالث أرغيروس، تولّى العرش البيزنطي من سنة ١٠٢٨ حتّى سنة ١٠٣٤..
4 الطومار كلمة دخيلة لعلّها فارسيّة، يُقصد بها إمّا نوع من الخطوط العربيّة أو نوع من الصحف التي يُكتب عليها. والمعنى الثاني يُقصد به قطع من الورق له مساحة معيّنة تُعتبر أكبر قطع لورق الكتابة.
5 بطريرك القسطنطينية.