ملاحظة الناشر
على مثال أوسابيوس والرحّالة إيجيريا، يتكلّم إبن العبري عن الرسائل المتبادلة بين المسيح والملك الأبجر، لكنّه يضيف إليها الكلام عن المنديل وصورة المسيح عليه.
وفي السنة التاسعة عشرة من ملك طيباريوس وهي سنة ثلاثمائة واثنتين وأربعين من تاريخ الاسكندر، أرسل أبجر ملك الرّها فَيجًا1 إسمه حنّان إلى المسيح بكتاب يقول فيه:
من أبجر الأسود إلى ايشوع المتطبب الظاهر بأورشليم. أمّا بعد، فإنّه بلغني عنك وعن طبّك الروحاني، وإنّك تبرئ الأسقام من غير أدوية، فحدست أنّك إمّا إلاه نزلتَ من السماء، أو إبن الإله. فأنا أسألك أن تصير إليّ، لعلّك تشفي ما بي من السقم. وقد بلغني أنّ اليهود يرومون قتلك. ولي مدينة واحدة نزهة، وهي تكفيني وإيّاك، نسكن فيها في هدوء. والسّلام.
فأجابه المسيح بكتاب قائلاً:
طوباك أنّك آمنتَ بي ولم ترني. وأمّا ما سألتني عن المصير إليك، فإنّه يجب أن أتمّم ما أرسلت له، وأصعد إلى أبي. ثمّ أرسل إليك تلميذًا لي يبرئ سقمك، ويمنحك ومَن معك حياة الأبد.
فلمّا أخذ حنّان الجواب من المسيح، جعل ينظر إليه ويصوّر صورته في منديل، لأنّه كان مصورًا، وأتى به إلى الرّها، ودفعه إلى أبجر الأسود. وقيل إنّ المسيح تمندل بذلك المنديل ماسحًا به وجهه، فانتقشت فيه صورته. وبعد صعود المسيح إلى السّماء، أرسل ادي السلّيح2، أحد الاثنين والسبعين إلى الرّها، وأبرأه من سقامه.
* هو غريغوريوس أبو الفرج بن هارون الملطي، المعروف بابن العبري (ملاطية 1226 – أذربجيان 30 تموز 1286)، مفريان الكنيسة السريانيّة في المشرق، ومن ألمع رجالات الأدب والعلم عند السريان. كتب في النحو والشعر والفلسفة واللاهوت والأخلاق والتصوّف. له بالسريانيّة مؤلّفات كثيرة، نُقل القليل منها إلى اللغة العربيّة. نقتبس قصّة أبجر من كتاب إبن العبري: تاريخ مختصر الدول، دار المشرق، لبنان، الطبعة الرابعة، 2007، ص 66.
1الرسول الذي يسعى على رجليه.
2كلمة سريانيّة معناها الرسول.