الميناون كلمة يونانية تعني «شهري»، وكتاب الميناون هو أحد الكتب الطقسيّة المستخدمة في الكنيسة البيزنطية، ويحتوي على مجموعة الصلوات لخدمة الأعياد السيديّة، وتذكارات القدّيسين، على مدار السنة. وفي 16 آب، يرد ذكر «صورة» السيّد المسيح التي وصلت القسطنطينية آتية من «أرض الغير المؤمنين» موحية بانتقال «الصورة غير المصنوعة بيد إنسان» من مدينة إديسا الواقعة تحت سيطرة المسلمين إلى العاصمة البيزنطية. منهم من يقول بأنّ تلك «الصورة» ليست إلاّ الكفن نفسه، والبعض الآخر يقول بأنّ المقصود ليس الكفن بل قماشة أخرى أو ربّما المنديل أو نسخة مرسومة عن وجه السيّد كما هي بادية على الكفن...؟! وفيما يلي الصلاة التي تُتلى في المناسبة:
بأيّة أَعينٍ نحن الأرضيين نعاينُ صورتَكَ أيها المسيح، التي لا تستطيع أجنادُ الملائكة أن تشاهدَها بدون احتشام، إذ هي ساطعةٌ بالنور الإلهي، لأنّها ترتفع اليوم من أرضِ الغير المؤمنين، وتَنطلقُ بإلهامٍ إلهيّ، إلى مدينةٍ متملِّكة، وشعبٍ حَسَن العبادة، وعند دخولها قد ابتهجَ الملوكُ جاثينَ لها بخوفٍ وإيمان.
بأيّة أيْدٍ نحن الترابيين، المتدنّسين بالزلاّت وفي الرجاسات، نُلامُس صورتك يا كلمةَ إلهنا، ذي العصمة عن الخطأ والذي لا يُدنى منه، التي الشاروبيم يَحجبونَ عنها وجوههم مرتعدين، والسارافيم لا يستطيعون أن يعاينوا مجدك، والخليقة تخدمك بخوف، فلا تحاكمنا أيّها المسيح، نحن المصافحين بغير استحقاق، صورتك الرهيبة بإيمان.
لقد حَضَرَ أيضاً يومٌ إلهيّ، يومُ عيدٍ سيّدي، لأنّ الجالس في الأعالي قد افتقدنا الآن بوضوح بواسطة صورته الموقّرة، والغير المنظور في العُلى من الشاروبيم، يُشاهَدُ برسمه مماثلاً الذي صَوَّرَه الله باصبعه الطاهرة، على صورته بحالٍ لا توصَف، فإذ نسجد لها بإيمانٍ وشوق، ننال التقديس.