بمناسبة عيد جميع القدّيسين الواقع فيه الأوّل من تشرين الثاني العام 2018، وبمناسبة قيام قنصل لبنان الفخري في النمسا، فادي بو داغر، بنقل نسخة عن كفن السيّد المسيح المحفوظ في تورينو-إيطاليا، إلى مجمع «هيدا لبنان» في منطقة الزعرور- لبنان، مع مجسّم للمسيح في القبر، من أعمال الفنان سيرجيو روديلا، حَقّقه بالاستناد إلى دراسة السندونولوغ العالمي جوليو فانتي وتوجيهاته، ترأس رئيس أساقفة بيروت، المطران بولس مطر، قداسًا احتفاليًّا، على نيّة عائلة بو داغر، الأموات والأحياء، يعاونه النائب البطريركي على أبرشية صربا المارونية، المطران بولس روحانا، والنائب البطريركي العام المشرف على المركز الثقافي الماروني، المطران حنا علوان، وبمشاركة الرئيس العام للرهبانية المارونية «رسالة حياة»، الأب وسام معلوف، وكاهن سيّدة الحصن في إهدن، المونسينيور اسطفان فرنجيه، وأمين سرّ الرهبانية اللبنانية المارونية، الأب ميشال بو طقا، وجمع من رؤساء الأديار والكهنة والرهبان.
أُلقي الكفن مطويًّا على المذبح، إلى الجهة اليمين من المحتفلين، طوال مدّة القدّاس الذي شارك فيه حشد من المؤمنين، يتقدّمهم المدير العام للجمارك بدري ضاهر، ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسّسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، ومديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان، ورئيس ضابطة بيروت في الجمارك العقيد عادل فرنسيس، ورئيس بلدية المتين زهير بو نادر، ومدير عام تيليلوميار، جاك كلاسي، وأعضاء الهيئة الإدارية في المركز الثقافي الماروني، والمحاضر عن آلام المسيح الدكتور شربل ساسين، والسندونولوغ اللبناني المهندس فارس ملكي، ناشر هذا الموقع.
قامت جوقة الكنيسة بخدمة القدّاس، وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران مطر عظة بليغة تحدّث فيها عن معنى هذا العيد، عيد جميع القدّيسين، وعن الصلاة على قمم الجبال وأهميّتها، مؤكدًا أنّ المحبة هي السبيل الوحيد للقداسة والفوز بملكوت السماوات.
وبعد القدّاس ، ألقى القنصل بو داغر كلمة المركز الثقافي الماروني، وقال فيها :
باسم المركز الثقافي الماروني، ومن كنيسة سلطانة السماوات والارض في المنتجع العائلي «هيدا لبنان» الزعرور، أرحب بكم جميعًا، وأشكر مشاركتكم فرحة الاحتفال بالقدّاس الإلهي ورتبة تبريك نسخة من كفن السيّد المسيح وتمثال الكفن.
عرضتُ فكرة «درب الحب الالهي» على الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى عند زيارته لمدينة فيينا في شباط الفائت، بأن يقام درب ظهور السيّدة لشعوب الأرض عبر التاريخ، والمعترف بها كنسيًا، فأعجب بالفكرة وأعطيت البركة في حضور رئيس أساقفة بيروت للموارنة، المطران بولس مطر السامي الاحترام، فبدأت الدراسات. وبعد أخذ موافقة اللجنة المشرفة من الصرح البطريركي على المركز الثقافي الماروني، سيادة المطارنة حنا علوان ومارون ناصر الجميّل السامي احترامهما، على المضمون، ولد «درب الحب الالهي» لإظهار مدى حبّ الثالوث القدوس بواسطة سيّدنا يسوع المسيح والعذراء مريم، لأجل خلاصنا، فتضمن الدرب المراحل الآتية:
1- مغارة ضخمة عن ولادة السيّد المسيح.
2- علاقة الموارنة مع الكرسي الرسولي عبر الأزمنة.
3- الموارنة، حيث تظهر صور القديسين الموارنة الرسمية المعتمدة مع التواريخ.
4- ظهورات العذراء الى أقاصي الارض، من اليابان والفيليبين مرورًا بأفريقيا وأوروبا والأميركتين، بهدف نشر رسائل العذراء وتواريخ الظهورات والامكنة.
ولكي تكتمل فكرة «درب الحب الالهي»، أنعم الله علينا بوجود نسخة من الكفن الذي تمّ تبريكه اليوم مع تمثال الكفن الذي استُقدم خصّيصًا للمركز من إيطاليا، فيكون المركز الثقافي الماروني تولّى مشكورًا نشر الثقافة المارونية الكاثوليكية للأجيال الصاعدة عبر زيارة طلاب المدارس والجامعات والرعايا والجمعيات المسيحية للمبنى الرئيسي للمركز الثقافي الماروني في المجتمع العائلي «هيدا لبنان» في الزعرور، فيزورون ويكتشفون درب التاريخ، درب الحضارة ودرب الحبّ الإلهي، حيث يشاهدون في قاعة المحاضرات فيلمًا تثقيفيًا يتم التحضير له مع ذوي الاختصاص المشكورين، بالتنسيق التام مع إدارة محطة نورسات مشكورة.
نجدّد شكرنا لكلّ من ساهم وشارك وعمل لإنجاح هذا المشروع، آملين اللقاء القريب في افكار جديدة ونشاطات عديدة تهدف الى تمجيد اسم الثالوث القدوس بشفاعة أمنا مريم العذراء الكلية الطوبى وصلواتها.
وبعدها، أقام الأسقف المحتفل مع الأساقفة المعاونين صلاة تبريك الكفن كما يلي:
الأسقف: المجدُ للآب والابن والروح القدس، من الآن وإلى الأبد.
الجماعة: آمين.
الأسقف: أيُّها الإله العظيم العجيب إلى الأبد، يا مَن بَرَأْتَ الطبائع المنظورة وغير المنظورة، وأَعطيتَ الإنسان مواهب غزيرة، وسَلَّطته على جميع ما في الأرض؛ وحين خَطئ وجَهِلَ، أَرسلتَ ابنك الوحيد سيّدنا يسوع المسيح، فتجسّد من مريم البتول القدّيسة، وتَزَلَّم ومات لأجلنا، ليُخلّص جنسنا من عبوديّة الخطيئة والموت. أَهّلنا لنشكرَ ونَسجدَ لنعمتك ورحمتك، وأعطنا أن نعملَ جميعَ أعمالنا لتمجيدك ولتكريم اسمك المبارك.
والآن، ها نحن نقدّم لسيادتك يا ربُّ هذا الكفن ليكون مُعَدًّا لخدمتك. وكلُّ ما يُصنعُ فيه فليُعمَل بحسب إرادتك الإلهيّة ولتمجيد عظمتك. ونطلبُ إليك، أيّها الربُّ الإله، أن تَحُلَّ عليه كما حَلَلْتَ على هيكل سليمان، وأن تُباركه وتبارك كلَّ مَن اشترك فيه بتعَبه أو بماله، وكلَّ مَن يَستفيدُ منه وجميع هذا الجمهور القائم هنا معنا، لكي نشكرك جميعًا، نحن وَهُمْ، ونمجّدك من الآن وإلى أبد الآبدين.
(يبخّر الأسقف الشيء المطلوب تبريكه، والجماعة ترتّل تراتيل تسبيح الله)
الشمّاس: لتُسعفْنا صلاةُ الشهداء، ولكَ يَليقُ المجدُ يا الله.
الأسقف: أيّها الربُّ الإله، خالقُ جميعَ البرايا العقليّة والحسّيّة، وصانعُ السّماويين والأرضيين وما تحت الأرض. يا مَن تَمَّمتَ كنيستك على مثال بيعة الأبكار المكتوبين في السّماء الذين يخدمونك ويخدمون ابنك الوحيد وروحك الكلّيّ قُدسُهُ، ارتضِ أن تُظلّل يمينُك + القويّة والقديرة هذا الكفن وتباركه + وتقدّسه + لعبادة اسمك المكرّم، حتّى إنّ جميعَ الذين يَدعونك بإيمانٍ حقٍّ، ويَطلبون إليكَ بقلب نقيّ، ينالون طلباتهم الصّالحة، ويُقرّبون النذور والقرابين، فيَكسَبون علاجًا وشفاءً لأجسادهم وخلاصًا لنفوسهم.
نعم أيّها الربُّ الإله، إنّنا نطلبُ ونتوسَّلُ إليكَ: أَتِمَّ كلمتَك، ؤأَنجزْ وعدَ روحك الأقدس، بأنْ تَستقرَّ الكلمةُ الإنجيليّة، وتَنفُذُ، وتُعنى في كلِّ عملٍ أو قولٍ يَتِمُّ على اسم هذا الكفن، بنعمة ابنك الوحيد إلهَنا وربّنا يسوعَ المسيح، ورحمته ومحبّته للبشر.
الذي معه يَليقُ لكَ المجدُ والإكرامُ مع روحك الأقدس الصالح والمسجود له والمحيي والمساوي لكَ في الجوهر. الآنَ وكلَّ آنٍ إلى الأبد.
وعند الانتهاء من صلاة التبريك، حمل القنصل بو داغر الكفن، يعاونه بعض المؤمنين، وتوجهوا بشكل زياح إلى القاعة المخصّصة لعرضه مع المجسّم، مرورًا بساحة المجمّع الكبيرة، يتقدمهم حامل المبخرة، ويليهم الأساقفة المحتفلون والكهنة والرهبان والمؤمنين، حيث عُرض الكفن أمام الجمهور على أحد الجدران، وقام القنصل بو داغر بشرح محتويات تلك القاعة التي سبق وتكلّم عنها في كلمته في الكنيسة، متوقفًا عند الكفن والمجسّم المعروض في وسط القاعة الذي كان مُلقى على صخرة كبيرة منقوش عليها صليب على الجهات الأربع، وفوقه غطاء زجاجي بشكل نصف دائرة.
وفي الختام ، اقام القنصل بو داغر حفل غداء على شرف الحضور، وفاجأ الجمع بتوزيع الشمبانيا بمناسبة عيد ميلاد مدير عام تيليلوميار، جاك كلاسي، فيما كان الحاضرون يردّدون الأغنية التقليدية Happy Birthday.